سياسية

شجاعة القائد البرهان

النيل الإلكترونية:متابعات

بعد ساعات قليلة من وقوع حادثة (مجزرة أم درمان) سارع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان والقائد العام للقوات المسلحة لتفقد المواطنين في موقع المجزرة التي نفذتها مدفعية المليشيا وراح ضحيتها العشرات من المواطنين والأطفال ،في قصف متعمد وبقصد وليس  عشوائي واظبت على ارتكابه مليشيا (آل دقلو) الإرهابية ضد المواطنين ،وتقوم به مع سبق الاصرار والترصد للمواطنين ،وراح ضحية القصف المدفعي المتواصل للمليشيا منذ بدء الحرب في ابريل 2023 الآلاف من المواطنين في كرري وأم درمان والفاشر ومناطق أخري، ،فالمخطط المطروح من قادة المليشيا هو اتباع سياسة (الأرض المحروقة) مع أي مكان يتواجد فيه مواطنين.
تهور أم شجاعة:
حسنا….أكثر ما لفت نظرى في زيارة البرهان إلى مكان الحادثة هو التدافع الكبير للمواطنين العفوي والذين اندفعوا بعفوية ولم يحفلوا كثيرا باعتراضات   الحرس الخاص بالبرهان ،والتي يبدو أنها أكثر من تعاني من مثل هذه الزيارات إلى مناطق خطرة وملتهبة ،أو تسمى في العرف العسكري بمناطق شديدة الالتهاب وتصنف  ضمن المناطق الحمراء التي ينبغي له ان يتجنبها ،فالقوات في أي معركة لا تضحي القائد باعتبار وجوده رمزية للاستمرارية في أي معركة أو حرب ،وربما يفسر في عرف البعض بالتصرف المتهور ،فهل ما يقوم به البرهان من زيارات تفاجئ أول تفاجئ اعدائه قبل أصدقائه تهور أم شجاعة لتثبيت القوات واظهار ان القائد قريب من جنوده في الميدان ويعرف ما يواجهونه  وهذا ما دفع العديد من جنوده لتفضيله على غيره من القادة العسكريين ودائما ما يصفونه بالراجل (الكوبي) لتعامله معهم بدون مراسم أو تراتيبية العسكر المعروفة ،وربما الفرضية الاخيرة هي الاقرب بحكم الطباع الشخصية المعروفة للبرهان بحسب المقربين منه من أهله أو من معاصريه في القوات المسلحة
: القناص
لعل أبرز صفة  عسكرية يمتاز بها البرهان عن دونه من القادة انه يمتار بانه دقيق في تصويبه عند استخدامه لأي نوع سلاح سواء كلاشنكوف أو (أم بي 5) ،او (جي أم 3 )أو مسدس.
ولعل هذه الميزة هي ما انقذته في لحظات الحرب وتسببت في نجاته لحظات الأولى للحرب ،عندما اقتحمت عليه قوات المليشيا بزعامة قائدها حميدتي مقر أقامته في مقره المجاور للقيادة العامة للجيش ،وروت  وكالة (رويترز) رواية مدهشة عن شجاعة البرهان في الساعات الأولي لحرب السودان عندما حاولت المليشيا اقتحام مقر اقامته ،،ففجأة وعلى حين غفلة كسرت المليشيا بواسطة (لودر) الحائط الفاصل بين بيت حميدتي والبرهان وبدأت في مهاجمة حرسه الشخصي وسعت لقتل البرهان نفسه  ،فذلك كان مخطط حميدتي الأول الذي سعى له وهو اغتيال البرهان ومن ثم السيطرة على البلاد ،إلا أنه فوجئ بجسارة لا توصف وثقها 30 من حرس البرهان الشخصي ووثقه البرهان نفسه بحمله لبندقية (كلاشنكوف) وهو يزود مع حرسه الشخصي ويصد الصدمة الأولى لهجوم حميدتي داخل منزله ،فأستبسل الـ(30)  من عناصر الحماية الشخصية  ورموا بانفسهم في وجه الرصاص افتداءا للقائد واستشهدوا وهم يفعلون ذلك ،والذي بدوره لم يقف متفرجأ بل حمل رشاشه وبدأ في قنص العدو  ،وأكد  عناصر من  طاقم حراسته الخاصة بحسب(رويترز) إن البرهان وقف والرصاص يتطاير من كل اتجاه نحوه وهو صامدا وشامخا ،ويبدو انه لا يخاف الموت الشي الذي بث روح لاتوصف بين أفراد طاقمه ،والذين فضلوا الموت في سبيل ان يحيأ القائد ،ثم أجبر البرهان لاحقا بعد أكثر من 4 ساعات من  المواجهات المباشرة مع العدو على الانسحاب بعد ضغط طاقم الحراس عليه فتراجع إلى مقر القيادة العامة.
وبعد ذلك واظب البرهان على تفقد ارتكازات الجيش حول القيادة العامة والذين كانوا في مرمى قناصين المليشيا غير عابئا بالموت ،موصلا رسالة لجنوده تؤكد معرفته بما يواجهونه وأنه جزء منهم.
الخروج من القيادة:
وخرج البرهان من القيادة العامة للقوات المسلحة في أول شهور الحرب في أغسطس على الرغم من أنها كانت محاصرة بقوات ضخمة جدا من المليشيا وقناصتها ،فخرج  البرهان بعملية عسكرية جريئة وأخترق دفاعاتهم وذكرت كثير من الروايات حول كيفية خروجه من القيادة منها أنه خرج عن طريق زوارق بالنيل ،ومنها أنه خرج عن طريق طائرة عمودية ،ومنها أنه خرج في موكب عسكري برا عبر بحري مخترقا دفاعات العدو حتى وصل لكبري الحلفايا ومن ثم لأمدرمان  ،ويبدو ان عملية خروج البرهان تندرج في باب الأسرار العسكرية لأنها لم تكشف حتي اليوم للاعلام .وشكل خروجه نصرا وأملا لقواته وللسودانيين.
رشاش وقنبلة:
وليس بعيدا عن الاذهان ظهور البرهان خلال ترؤسه اجتماعًا عسكريًا خلال أول أيام الحرب في مركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم
وظهر وهو يحمل سلاحًا رشاشًا ومسدسًا وقنبلة يدوية ،ونشر الجيش مقطعًا مصورًا على فيسبوك، ظهر فيه البرهان خلال إلقائه التحية على عدد من الضباط قبل أن يجلس ليترأس اجتماعًا لقيادة الجيش وهو يحمل تلك الأسلحة ،وبدأ حينها البرهان بزيه العسكري الميداني كانما كان قادما من الميدان في الخطوط الأمامية وحينها رجع العديد هذه المعلومة.
وبعد ذلك توالى ظهور البرهان في مسارح العمليات الملتهبة في سنار والخرطوم وبحري وشندي قرب المصفاة وسنجة فور تحريرها ،وبدا كقائد يتجول بحرية كاملة وسط مسارح العمليات الملتهبة وحتي في المناطق المعرضة للمسيرات الانتحارية في عطبرة والشمالية وكل ولايات السودان ،ولعل هذا ما يميز البرهان عن قائد التمرد  ان كان حيا،والذي كان في السابق يتباهى بانه فارس ولا يخاف الوغى ،الا انه لم يظهر الا في التسجيلات الصوتية ،وفي الفيديوهات المسجلة ،ولم يظهر يوما واحدا في مسرح عمليات ،بخلاف صور وفيديوهات الذكاء الأصطناعي التي تركب له ،وتبدو واضحة حتة للمواطن البسيط انها مركبة وغير حقيقية.
محاولة الاغتيال بالمسيرات:
وليس  بعيد عن الاذهان محاولة اغتيال البرهان بواسطة مسيرات في 31 يوليو 2024 في جبيت خلال احتفال بتخريج الدفعة 68 كلية حربية ،وعلى الرغم من ان الجميع حاول ان يحمي نفسه لحظة وصول المسيرة الانتحارية ،إلا ان فيديو  البث المباشر كشف خلال تلك اللحظة عن ثبات انفعالي عجيب من قبل البرهان ،والذي لم يتزحزح ،وذهب ابعد من ذلك بتفقده من حوله من القادة العسكريين والضباط وضباط الصف ،واستمر في تواجده في ذات مكان الحادثة المكشوفة ولم يغادر المكان الا بعد ان تم اسعاف الجرحى.
وروت (بي بي سي) وقالت موصفة المشهد ان كان البرهان يرتدي زي المقاتلين ويعتمر قبعة مموهة وليس لباس الضباط المرصع بالنجوم والمزخرف بالنياشين.وبعد مرور نحو نصف ساعة على بدء الاحتفال، وخلال الاستعراض العسكري للضباط المتخرجين تفاجأ المشاركون بمن فيهم المدنيون، بانقضاض مسيرتين على المكان .وقال أحد شهود العيان لـ(بي بي سي) إنهم سمعوا صوتا عاليا قبل أن يسقط جسم غريب في مكان الاحتفال، وانفجر، وعرفنا لاحقا أنها طائرة مسيرة، وبعدها سقطت مسيرة أخرى بالقرب من منصة  التي يتواجد فيها البرهان الذي لم يطرف له جفن . واسفرت محاولة الاغتيال تلك عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين ،وذكرت مصادر عسكرية لـ(بي بي سي) أن من بين القتلى والمصابين ضابطا برتبة عقيد وجنود صف ومدنيين.
وأضيف ذلك المشهد لسجل وروايات تحكي عن شجاعة القائد ،ولعل طبيعة السودانيين الغريبة انهم يفضلون القائد الشجاع الذي يزورهم ويتفقدهم في ملماتهم وشوارعهم  ويواسيهم في أحزانهم وينهئهم بافراحهم على القائد او الرئيس الذي يظهر لهم مختبئا من خلف الشاشات.

نقلا عن أصداء سودانية

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى