د. خالد حسن لقمان يكتب..الاعيسر بداية جيدة ولكن ..!!!
.. البداية الثورية التي ابتدر بها عمله الاخ الصديق خالد الاعيسر – و الذي سعدنا كثيراً بتعيينه وزيراً للثقافة والإعلام .. ستجد الكثير من الترحيب بها إلا أنها ستجد وفي المقابل الكثير جداً من التحديات .. فإصلاح أمر ظل يتدهور لسنوات بما أوجد عجزاً تراكمياً ليس في الجسد فقط ولكن في الدماغ الذي يحمله هذا الجسد العاجز .. بالتأكيد لن يكون سهلاً علي الإطلاق .. ولأن الأمر يطول تفصيله يصبح من المفيد الدخول فقط من بوابة الاعيسر التي اختار الدخول عبرها وهي بوابة ضبط خطاب الدولة وكأن صديقي الذكي خالد أراد من الأمر عصبه الحي ليختبر حال كل الجسد و عقله في ضربة واحدة إما أن تبقيه وزيراً ناجحاً تتحدث بنجاحه الأجيال القادمة وتدخله بنفسه و نجاحه كتب التاريخ و مراجع الإعلام و الصحافة أو يعود إلي عاصمة الضباب سوخوي يضرب من يشاء كيف ما شاء بوطنيته المتفق عليها و شجاعته التي عرف بها ..
.. وقرار ضبط خطاب الدولة كما صاغه الاعيسر وأخرجه لوسائل الإعلام قراراً بالتأكيد صائب وشديد الأهمية ولكن تواجهه تحديات كبيرة أهمها قدر الوعي بهدفه و الالتزام به وهو تحدي يحمل هم المرحلة بكل دقتها فمن يختار للتعامل مع ملف الإعلام هنا يجب في هذه المرحلة أن يكون وعيه كاملاً وإدراكه شاملاً وحكمته بالغة ومثل هؤلاء هم من يجب أن يتقدموا ليس في ملف الإعلام فقط ولكن في كافة ملفات الدولة وهو ما يعني ان ينتقي الاعيسر من هؤلاء و يدفع بهم ليساعدوه بعيداً عن ما ألّفنا من تلك المعادلة القبيحه في المحاصصة و الموازنة .. هذا أمر يمثل لخالد اكبر تحدياته ولن يقتصر الأمر فقط علي هذا التحدي إذا ما أراد الاعيسر ضبط خطاب الدولة حيث يتوجب عليه و في ذات الوقت السعي العاجل لتأهيل كل الأطراف التي ستعمل علي تحقيق هذا الهدف خاصة المكاتب الإعلامية في الوزارات و المؤسسات وعلي رأسها وكالة السودان للانباء التي تحتاج لحقن عاجل يؤهلها للتعامل مع كافة الوسائط و الوسائل الإخبارية بالحرفية والمهنية اللازمة لمواكبة ما طرأ فيها من جديد متجدد بإضطراد مذهل يصعب معه الاحتواء علي نحو مطلق وهو ما يلقي بالتحدي أمام اجهزة الاخ الوزير خالد خاصة في مجال السبق و الحصرية في تتبع وملاحقة الأحداث و الأخبار وهو ما قد يورث هذه الأجهزة البطء والسلحفائية في وجود من يريد أن يمارس دور حارس البوابة في زمان انهارت فيه البوابات وتكسرت فيه كل الحواجز أمام الخبر و توابعه ولكن تبقي الثقة كبيرة في أن يسعي الاخ الوزير الاعيسر لاستيعاب المطلوب بكل مهارة و حنكة بالرغم من ما قد يحيطه من مناخ يستوجب الكثير ليوصف بالمحفز والمثالي لتنفيذ مثل هذه القرارات المنهجية الكبيرة وهو أمر رهين بالقدر الذي سيجده الرجل من مساعدة و دفع من قبل المتنفذين في كابنت الحكم خاصة رئيس مجلس السيادة الذي نناشده أن يستمع لهذا الفتي وما يقوله و ما يريد فعله ليسانده و يشق له الطريق و يحطم معه أصنام الجهل و العجز و عصابات استغلال مال الدولة و سرقته من خلال الأساليب القذرة و الخائنة للشعب وقد اصبح مثل هؤلاء مهرة في تزيين المشروعات الفاشلة التي لا مردود من ورائها ومن ثم تنفيذها وبكل بؤسها عبر من يساعد و من يمرر الأوراق عبر كبار المسئولين حتي دون أن ينظروا عليها في الورق ..
.. تحية للأخ الاعيسر و كل ما نستطيع فعله لك نحن صديقنا الكريم ان نتمني لك كل الخير ليصيب جهدك نجاحاً و سعيك توفيقاً ..