كثيرون قد لا يعرفون الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف ، معرفة كبيرة بحيث يلمون بكامل شخصيته ، وذلك لأن الرجل لا يميل إلى الأضواء ، فالناجح هو من تسعى إليه الأضواء ، مثلما يسعى إليه الأعداء .
للفريق الغالي وحسب ما علمت ممن يعرفونه ويقدرونه حق قدره ، قدرات عسكرية وخاصة جعلته دائماً في المواقع المتقدمة ، ودفعت به لأن يكون في موقع الأمين العام لمجلس السيادة الإنتقالي ، ولا أزعم أنني ممن إقتربوا منه كثيرا ، لكن طبيعة عملنا الصحفي تتطلب منا الإستقصاء ، ومعرفة الفاعلين في مجال العمل العام ، وهو ما جعلني ألم ببعض مكونات شخصية الفريق الغالي ، وهو من أبناء الدفعة 33 بالكلية الحربية ، التي تخرج فيها عام 1984م ، وهو من مواليد ديسمبر 1960م ، أي أنه الآن في سن حصاد تجارب السنين والمعارف ، والعمل العام والعسكري ، الذي ظل يعمل به في كل موقع إنتقل إليه ، بكفاءة وجدارة وقدرات عالية .
قبل فترة قصيرة ، إنتبهت وإنتبه غيري ، إلى حملة إسفيرية بدأت خجولة وهامسة ضد الرجل ، حملة لم تستهدف القدرات ولا الأخلاق ولا السلوك المهني أو العام ، وقد ضعفت الحملة بعد حين ، فحاولت البحث عن الدوافع والأسباب ، لكنني لم أجد لها تفسيرا أو تبريرا منطقيا ، لذلك لم يكن لي تفسير لها سوى دوافع الحقد والحسد ، ومحاولة ضرب هذه الفترة الإنتقالية الحساسة ، من خلال ضرب رموزها في مقتل ، وهو من رموزها بلا شك ، وقد تذكرت ما قال به الفريق الركن ياسر العطا قبل أيام قليلة ، بأن أجهزة الدولة ومؤسساتها مازالت تعج بالمخربين من خصوم الإستقرار ، وقد كان ذلك هو التفسير الأقرب للحقيقة والمنطق .
مسيرة السيد الفريق الركن محمد الغالي ، ونجاحاته منذ تخرجه في الكلية الحربية منذ نحو أربعين عاماً ، تشهد له بالتميز والنجاح الذي يجعله هدفا لحزب أعداء النجاح ، وهو أكبر حزب في السودان اليوم ، لذلك تريد قيادة وعضوية هذا الحزب ، ضرب بلادنا في مقتل ، حتى يخلو لها الجو ويحلو ، إذ لا فرصة ولا مجال للفاشلين ليكونوا من صناع الأحداث في بلادنا التي بدأت تأخذ في النهوض ، رغم العثرات والحواجز المصنوعة لإيقاف أي مسيرة تدفع بمؤسساتتا في طريق التقدم ، ليكون الطريق سالكا أمام الطامعين في السلطة أو المواقع المتقدمة ، دون قدرات أو سند شعبي يؤهلهم لذلك .
ما لا يعرفه الكثيرون إن الفريق الغالي حاصل على ماجستير العلوم العسكرية ، من كلية القادة والأركان ، وزمالة أكاديمية الحرب العليا في الخرطوم ؛ وله بحث هو رسالة دكتوراة يعد لها الآن ، عن دور القبيلة في إزكاء الصراعات بأفريقيا (دارفور نموذجا).
الفريق الغالي رجل يلم بالكثير والخطير من المعلومات .
في تقدير كثير من المهتمين بالشأن السياسي والعام ، إن أفضل من يمسك بالملفات العامة ، هم أولئك الذين أمسكوا من قبل بملفات المعلومات ، وملفات العلاقات الإقليمية والدولية ، لأن الصورة ستكون واضحة أمامهم ، ولأنهم لن يتعاملوا بردود الأفعال ، أو ينفردوا بإتخاذ القرار دون الرجوع إلى ملفاتهم ومعاونيهم .
نقول للسيد الفريق ركن محمد الغالي ، الأمين العام لمجلس السيادة الإنتقالي ، إن هذه هي ضريبة النجاح والتميز ، ونأمل ألا ينظر خلفه ، بل يجعل هدفه الأسمى هو الوطن والمواطن ، والأمن العام .