بعد مرور 17 شهراً على إندلاع الحرب في السودان والتي ثارت شرارتها في أبريل 2023 وحصدت الأخضر واليابس كما هي الحروب وما تخلفه من دمار في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية والتهجير فإن هذا البلد الشقيق لازال يعيش مأساة إنسانية تتطلب تكثيف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سريع لوقف نزيف الدماء والأرواح التي تستباح من قوى وجماعات لاتضمر الخير للسودان وأهله.
ورغم المحاولات التي يبذلها المجتمع الدولي لمنع تدفق الأسلحة والعمل على وقف إطلاق النار والتوصل إلى صيغة مناسبة للسلام الدائم في هذا البلد الشقيق إلا أن الصراع لازال يحصد الأرواح والممتلكات ويقضي على كل الآمال في توقف هذه الحرب المجنونة، وإن كانت هناك بارقة أمل في تحرك المجتمع الدولي لإيجاد حل لهذه الأزمة من خلال الضغط على أطراف النزاع للجلوس حول مائدة التفاوض ومنع وصول السلاح للمتمردين وبما أن الحرب لا تجلب سوى الدمار والأمراض المخيفة فإن انتشار مرض الكوليرا تجاوز المعدلات الطبيعية له حيث وصل حسب الإحصائيات إلى 8 ولايات في الوقت الذي توفقت فيه %80 من المرافق الصحية عن العمل بسبب عبث الميليشيا بها .
وعلى الرغم من إستمرار الحرب بين الجيش والمتمردين إلا أن هناك ورشة عمل لإعادة الأعمار في العاصمه الخرطوم والمناطق التي تم تطهيرها وذلك حسب تصريح والي الخرطوم المكلف الأستاذ أحمد عثمان . وعلى أمل التوصل لحل لهذه الحرب فإننا بانتظار ما تسفر عنه اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تبدأ أعمالها من 24 إلى 30 سبتمبر الجاري من خلال إجتماع وزاري رفيع المستوى لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان .
أؤكد اخيراً أن قلوبنا مع هذا البلد الشقيق وشعبه الطيب كي يعود بلد مؤسسات لممارسة دوره بعودة المهجرين والعقول الفذة في مختلف التخصصات لبنائه من جديد بعيداً عن الحروب والمجاعة التي تسببت في هذا الوضع المزري.
كاتب كويتي
عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي للصحافة