أبو حمد،، محلية تتنفس تحت معاناة كارثية..
وفاة ١١ شخصاً في حصيلة أولية، وتوقعات بارتفاع العدد جراء خطورة الإصابات..
النيل الإلكترونية:إسماعيل تيسو
انقطاع كامل للمنطقة، ومناشدات بتدخل المروحيات لإجلاء المصابين والعالقين..
تحذير من انهيار المناجم والآبار في مناطق التعدين التقليدي..
شركة الموارد المعدنية تدعم المتضررين بإسعاف مجهز وأدوية عاجلة..
ضربت موجة عنيفة من السيول والأمطار مدينة أبو حمد، إحدى أهم المدن في ولاية نهر النيل، ووفقاً لتقديرات أولية فقد توفي ١١ شخصاً جراء انهيار أكثر من ٧٠٪ من المساكن والمرافق داخل مدينة أبوحمد وحدها، وسقط عشرات الجرحى والمصابين الذين استقبلتهم مستشفى أبوحمد، وُصفت حالات بعضهم بالحرجة والخطيرة، الأمر الذي ينذر بارتفاع في عدد الوفيات، وقد أعلنت مستشفى أبوحمد حالة الطوارئ القصوى واستنفرت الكوادر الطبية في ظل نقص حاد في المعينات الطبية، لمواجهة تداعيات الوضع الكارثي.
اتساع الموجة:
ويبدو أن موجة السيول والأمطار قد اتسعت دائرتها وتجاوزت مدينة أبوحمد ” 538 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم”، وتمددت لتضرب كل القرى الواقعة شمال أبوحمد، والجزيرة مُقرات وضفتها الغربية، وسوقها التأريخي الذي أصابه الضرر وتهدمت فيه العديد من المتاجر، في أكبر كارثة تطال هذا السوق الذي يخدم كل مُقرات بضفتيها، وبجانب مقرات تضررت كل إدارية الشريك على ضفتي النيل، وتضررت جزيرة الجبلية الراقدة على رافد النيل الغربي لجزيرة مُقرات التي فقد سكانها منازلهم وممتلكاتهم، بما فيها المشروعات الزارعية، والثروة الحيوانية والدواب، ومواعين النقل النهري، حيث بات المواطنون عالقين ومحاصرين بالمياه من كل جانب ويحتاجون إلى تدخلات سريعة وعاجلة لإنقاذ أرواحهم بعد أن فقدوا ممتلكاتهم، وتضررت قرية كديته المقابلة لجزيرة الجبلية من الضفة الغربية، وكذلك قرية الكدق غرب الشريك، والقرى المجاورة التي اجتاحتها السيول وأحدثت فيها خسائر كبيرة في المنازل والممتلكات، ولا تزال السيول تهدد ما تبقى من تلك القرى المنكوبة، وكانت قرية كرقس شرق قد تعرضت خلال الأسبوع الماضي لدمار كبير وخسائر فادحة بسبب الأمطار والسيول، لتأتي أمطار الساعات الماضية وتقضي على ما تبقى من القرية التي أصبحت خاوية على عروشها.
أوضاع كارثية:
وتحدث شهود عيان للكرامة من أبو حمد عن أوضاع كارثية تعيشها المنطقة التي أصبحت بين ليلة وضحاها معزولة تماماً عن حاضرة ولاية نهر النيل مدينة الدامر، وعن مدينة عطبرة، وناشدوا الحكومة الاتحادية بسرعة التدخل عبر تخصيص مروحيات لإجلاء العديد من الحالات الحرجة بمستشفى أبوحمد، والعمل على إسقاط مواد غذائية وإغاثية لإنقاذ المواطنين العالقين في هذه المناطق المنكوبة، وتوفير مواد الإيواء والعلاج، وتصريف المياه، وكلورة مياه الشرب، وشددوا على أن الوضع الكارثي يتطلب وصول المسؤولين من رئاسة الولاية في الدامر وعطبرة وحتى من بورتسودان للوقوف على الأوضاع الصعبة التي يكابدها المواطنون، وتحديد الاحتياجات العاجلة واللاحقة.
مشروعات التنمية:
وأكد الأستاذ معاذ أحمد البلال مسؤول إدارة التنمية بمحلية أبوحمد أن الامطار التي شهدتها المنطقة كانت عنيفة وقوية، وأحدثت أضراراً بالغة في مشروعات التنمية والمشروعات الزراعية وبعض المدراس، وقال في حديثه للكرامة إن غرفة طوارئ الخريف ستجري حصراً شاملاً للأضرار التي لحقت بالمحلية، والعمل على إيجاد معالجات جذرية، يأتي ذلك في وقت كشف فيه مواطنون عن وجود ثغرات أدت لوقوع خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والممتلكات، منوهين إلى بناء بعض المساكن والمرافق في الخيران ومجاري المياه، مما دفع بالسيول لتخرج عن مسارها وتدمر الجسور، وتُحدث هذه الفوضى في تدمير البنية التحتية لمدينة أبوحمد، قبل أن تتحول المياه لتغمر الأحياء، مسببةً أضراراً بالغة في المنازل والمرافق المختلفة.
عاصمة التعدين:
وتعتبر محلية أبو حمد عاصمة التعدين في السودان باعتبارها المحلية الوحيدة التي تحتضن في جوفها أكبر عدد من الشركات المنتجة، وأكبر عدد من أسواق التعدين التقليدي، وأكبر عدد من المعدنين التقليديين، وهو أمرٌ جعل من محلية أبوحمد أكبر المحليات إنتاجاً للذهب على مستوى السودان، إذ تعمل فيها ١٢ شركة، وتوجد فيها ٥ أسواق للتعدين التقليدي هي سوق أبوحمد، وسوق الشريك، وسوق أم سرح، وسوق المكيك، وسوق قبقبة، ويشتغل في هذه الأسواق أكثر من ٢٠٠ ألف معدن تقليدي، وتحتوي محلية أبو حمد على عدة مشروعات تنموية تم تنفيذها بأموال المسؤولية المجتمعية للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، إنابةً عن الشركات المنتجة، حيث تنعم المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية، بهذه المشروعات التي لم تتأثر كثيراً بالسيول والأمطار، وأبرزها مشروع كهرباء ٢٩ قرية، بالإضافة إلى مدينة أبو حمد والذي يشتمل على أعمدة كهربائية، ومحولات، وسلوك، وغيرها، وهنالك كهرباء المشروعات الزراعية، والمعدات الطيبة الخاصة بمستشفى أبوحمد، وبعض المراكز الصحية، بالإضافة إلى استاد مدينة أبوحمد، والسجل المدني.
إسناد المتضررين:
وسارعت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة بتشكيل لجنة لإسناد المتضررين من السيول والفيضانات في جميع الولايات ومناطق التعدين، تشمل كافة الإدارات المعنية لمتابعة الأثار المترتبة على السيول والأمطار وتداعياتها على العاملين في قطاع التعدين، وحذر المدير العام لشركة الموارد المعدنية الأستاذ محمد طاهر عمر من خطورة الاقتراب من المناجم والآبار في مواقع الإنتاج بقطاع التعدين التقليدي حفاظاً على الأرواح، مؤكداً مباشرة لجان الطوارئ بالولايات لمهامها ومتابعة الوضع بصورة دائمة لتقديم كل ما يمكن تقديمه، وخصصت شركة الموارد المعدنية سيارة إسعاف مجهزة، وكميات من الأدوية، ودفعت بها إلى المناطق المنكوبة في محلية أبوحمد، وتقدم المدير العام الأستاذ محمد طاهر عمر بتعازيه الحارة لضحايا السيول والفيضانات في منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل، وبقية مناطق السودان.
خاتمة مهمة:
وهكذا تأبى السيول والأمطار إلا وأن تفاجئ الجهات المختصة في كل عام، مخلفةً وراءها خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والممتلكات، نسأل الله أن يتقبل المتوفين ويشفي المصابين، ونسأل الله أن يكون هذا آخر خريف يفاجئ الحكومة، وعلى الجهات المختصة أن تعمل على استقاء الدروس والعبر، لتقطع دابر الكوارث الإنسانية المتكررة، تقول ذلك وسقف الطموحات والتطلعات قد ارتفع وسط المواطنين باقتراب القضاء على ميليشيا الدعم السريع وإنهاء تمردها، والشروع في بناء سودان جديد خالٍ من كل أشكال الفوضى والضعف والخذلان، ويا وطني سلمتَ،، غداً نحقق مشرق الأمل.