د.محمد عثمان يكتب..أسوأ 10 نماذج عاشها السودانيون من عصر الحقارة والدناءة بلا كرامة
هل كُتب على السودانيين، بعد ثورة ديسمبر، أن يعيشوا حياتهم، تحت قيادة قحت، بلا كرامة؟ بلا مهابة؟ بلا مكانة؟ أعراضهم مستباحة، أرواحهم مهدرة، سيادتهم مهانة؟. أدناه أسوأ 10 نماذج من الإهانة والذلة وامتهان الكرامة التي حدثت للسودانيين في عصر القحت الكئيب…
1/ لاول مره في التاريخ يجد السودانيون في رئيس لهم، وهو د. عبدالله حمدوك، شخصا غريبا عن نمط الشخصية السودانية العادية. فهو يتصور مع زوجته كاشفه الرأس مسدلة الشعر وهو بارد برود الخواجات، لا يعبر عن ثقافة المجتمع ولا أعرافه ولا مبادئه ولا ثوابته. بلا كرامة وطنية يأخذ مرتبه من الاتحاد الاوروبي، ويرفع لهم التقرير، ويطلب بعثة الوصاية من الأمم المتحدة ما سبقه عليها رئيس في التاريخ. يغلق جمعيات القران لصالح جمعيات المثليين. ثم فرض علينا أن نقدمه نحن وكأنه رئيس علينا، رغم ما يمثله ذلك من موت للإحساس بالكرامة.
2/ لأول مرة في التاريخ يعيش السودانيون وهم على يقين أن قرارهم بيد 4 سفراء أجانب، هم الأمريكي والبريطاني والسعودي والأماراتي. حتى قال قائلهم، كل سفارة عندها قائمة بأسماء عملائها من الوزراء في الحكومة الجديدة. وقال سنذهب إليهم سفارة سفارة. وقال آخر: أن قلنا لكم أن قرارنا ليس بيد السفارات فقد كذبنا. وقال ايضا: وقعنا على دستورنا رغم أنفنا. وقالت الوزيرة: الأجانب يخططون لنا بما يتوافق مع مصالحهم. رغم ما يمثله ذلك من موت للإحساس بالكرامة.
3/ لأول مرة في التاريخ تستحدث الحكومة منصبا رسميا لمستشارية الشذوذ وتدفع مرتبها الامم المتحدة، ويتجمع الشواذ في مظاهرة في قلب الخرطوم، ويتحدث بعضهم في التلفزيون الرسمي أن الشذوذ من حقوق الإنسان، حتى شكل الأهالي في الأحياء السكنية جماعات حماية من انتشار بيوت الدعارة العلنية.
4/ لأول مرة في التاريخ تغزوا تشاد، ومالي، والنيجر، وأثيوبيا وكينيا، تغزوا السودان في قلب عاصمته ومدنه واحياءه واريافه، بالمرتزقة وتفتح مطاراتها وحدودها للأمارات، لكي تفعل بالشعب السوداني ماتشاء، وتأخذ منه النساء والحلي والسيارات وأموال البنوك والمحاصيل الزراعية وكل شيء و تذهب بها إلى كل دول الجوار وتحول حياة 10 مليون مواطن إلى نازحين وجرحي وقتلى وضحايا. هذه الدول لم تجد في حكامنا ما يكبح جماحهم ويحفظ كرامتنا أمامهم.. بل وجدت عملائها الذين يقفون معها ضد جيشهم وشعبهم. ويا للعار!.
5/ لأول مرة في التاريخ يستيقظ السودانيون في الصباح الباكر على نعيق وصراخ مسؤول حكومي قحتي رفيع، وهو يعرض جسد بنته في سوق النخاسة والدعارة السياسي، مستنصرا بالراي العام ومضللا له، ذارفا دموع التماسيح على بكارة بنته التي هتكتها الوحوش. فتتوالى بيانات الإدانة القحتية من أحزابها وكبار مسؤوليها متضامنة مع الأب في محنته، متهمة الفلول بارتكاب الموبقات. ولكن، حالا، واذا بالحقيقة تظهر وتتكشف أن البنت عاشقة بين ذراعي عشيقها يمارسان الحرية الشخصية التي فجرتها قحت ومستشارية النوع، والحكومة التي أبوها احد قادتها. وما الأب المفجوع إلا ممثل كبير يتاجر بشرفه عله يكسب به سياسيا، ما فشل أن يناله في مضمار التنافس السياسي الشريف أو غير الشريف. ومن لا يحفظ شرفه الخاص فهو غير جدير بشرف الأمة. ومن باع شرفه وعرضه فهو لشرف الأمة أبيع واضيع.
6/ لاول مره في التاريخ يجد السودانيون أن أمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والأمم المتحدة و خبرائها وكبريات القنوات والصحف والوكالات، كلها تتوحد في حالة نادرة من التاريخ، ضد إدانة وإثبات تورط الأمارات في دعم المليشيا المجرمة. بينما صدمة السودانيين الكبرى كانت من كبار رجال حكومتهم المقبور. حمدوك ومناع والفكي والبرمة والسلك، كلهم تباروا في الدفاع عن الامارات وشن الهجوم على جيش وطنهم وقيادته وعلى المقاومة الشعبية وقادتها، بتهمة معاداة دولة الأمارات الشقيقة؟؟ أنها الدراهم وأنه بيع الوطن وموت الضمير والجلد التخين الذي لا يأبه بحال أهله وعشيرته ووطنه. انه انعدام الكرامة وموت الضمير وبيع الوطن كما باعوا أعراضهم.
7/ لأول مرة في التاريخ السوداني، يتحول قادة الرأي والاستنارة والحقوق إلى مهرجيين ومضللين وكذابين و بهلوانيين و ابتزازيين، تماما كما حدث لقادة الأحزاب القحتية، حين قال وجديهم: نشتت 12 مليار دولار في الصرافات ليتزوج بها الناس. وقالت وزيرتهم: عثرنا على 90 مليار دولار في المدينة الرياضية مخبئة تحت الأرض. وقال عضو السيادي بروف تاور: عثرنا على 100 مليار دولار. وقال عصمتهم: عثرنا على 64 مليار دولار مهربة في البنوك الماليزية ووضعنا يدنا عليها لإستعادتها. وقال آخر عثرنا على خزائن لا تفتح إلا ببصمة العين. … الخ. هياج وكذب نشاز وشاذ بلا حياء ولا معقولية ولا مراعاة لشيء من المصداقية، حتى سك الشعب في حقهم مصطلح: السواقة بالخلاء.
8/ لأول مرة في التاريخ يفجع السودانيون على صوت البكاء والنحيب لشاهد الملك في بلاغ تتبناه الحكومة السودانية وتستخدم قوتها وعنفها وأجهزتها لإجبار شخص ضعيف مهزوز مقهور. تستقل انكساره أمام ديونه، وتجبره على أن يؤدي دور شاهد الملك زورا، لتلفيغ التهم ضد الخصوم السياسيين. لاحقا إنهار ذلك الشاهد أمام القاضي وذرف دموع الندم و تحدث بيقظة الضمير وبدعاء والدته عليه وتبرءُ زوجته وأهله منه. موضحا أنه تعرض إلى ابتزاز كبير وضغط قاسي و أوامر و تهديد بإلزامية أن يشهد زورا، بما تمليه عليه قيادات قحت الحكومية ضد عدد 15 من المتهمين الأبرياء، لتلفيغ التهم عليهم وعقوبتها الإعدام. أصدر القاضي قرار برائهم.
9/ لأول مرة في التاريخ يفجع السودانيون بقيادات الدولة تقود خطاب الكراهية والشيطنة والكذب ضد شعبها وتستخدم النيابة العامة والشرطة، كأداة تنتقم بها وتصفى بها حساباتها السياسية ولكن النتيجة كانت تمزيق النسيج الإجتماعي و هتك الاعراض وتدمير القيم. فقد رأينا المسؤول الرسمي يصور زوجة الرئيس السابق وهي مريضة تتلقى العلاج بالمستشفى. ورأينا الطالب يتعدى على أستاذه في الجامعة بالسب والشتائم. ورأينا الشباب يتعدون على كبار السن بالضرب والاهانات، وهم مجتمعون يتناقشون في قضايا الحصاد في الحصاحيصا، كما تعدوا عليهم وهم يفطرون بعد الصيام في عطبرة. بل رأينا الدولة نفسها تتعدى بالبمبان وبالضرب على المصليين الصائمين أثناء صلاة المغرب. سمعنا الوالية وهي تحرض الشباب على فبركة البلاغات بلا دليل، وسمعنا الوزير يشرح للشباب كيفية انشاء الحسابات الوهمية لنشر الاشاعات، ويخبرهم عن افضل الطرق في تضليل القضاء حتى لا يتمكن منهم. وسمعنا الوالية تتوعد بفصل الموظفين وان كانت إجراءات تعينهم كانت سليمة. وسمعنا المسؤول الكبير يتوعد المواطنين بزفهم إلى المقابر وهو نفسه يهددهم ويمنعهم من حق التظاهر ضد الحكومة.
10/ لأول مرة في تاريخ السودان. تمر به حكومة ولمدة خمسة سنوات. لا تهتم بالاقتصاد ولا بالتعليم ولا بالصحة ولا تقدم ميزانية ولا تقرير المراجع العام ولا يتخرج طالب وتغلق المستشفيات في وجه المرضى من المواطنين و يبيت الناس بالايام والليالي الطويلة في صفوف الخبز والغاز والبنزين و تنشأ صفوف لم يعرفها العالم كله وهي صفوف المحاليل الوريدية، ويموت الناس وهم يتنقلون داخل السيارات بحثا عن مستشفى تفتح بابها لهم بغض النظر عن إمكانية العلاج فيها. لأول مرة تترك الحكومة السودانية كل ذلك جانبا وتتفرغ تفرغا كاملا بكل طاقتها و جبروتها و إمكاناتها، فقط لتصفية الحسابات السياسية ابتداء بالوزراء السابقين و وكلاء الوزارات و مدراء الإدارات والوحدات والمؤسسات والأقسام ومدراء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام العلمية وصغار الموظفين والمواطنين العاديين والمعاشيين والمزارعين والتجار …الخ وكل طوائف المجتمع. حتى بلغ ضحاياها الآلاف.
*♦️-خاتمة*
هذا حصاد الذل والخضوع والإهانة وإمتهان الكرامة و الغباء والعمالة و البؤس القحتي. ظواهر فريدة لم يسجل التاريخ مطلقا مثلها ولم تجتمع لأحد في العالمين غير قحت. ولذلك قال المجتمع السوداني فيهم كلمته. لم يستطيع أحد من قياداتهم مخاطبة اي تجمع من عامة السودانيين أو حتى التجول في شوارع المدن العالمية المختلفة. فقد شيعتهم لعنات السودانيين وشتائمهم واتهامهم بالعمالة و تهمة الجناح السياسي للجنجويد. لم يجدوا مكانا بين شعبهم وأهلهم فهربوا جميعا إلى دولة الإمارات تنفق عليهم وتوظفهم وتقتل أهليهم ولا يستطيع أحدهم فعل شيء غير الذي تأمرهم بها.