مؤتمر دولي في باريس لمواجهة أزمة السودان “المنسية
النيل الإلكترونية:متابعات
افتتح اليوم الاثنين في الفرنسية باريس “المؤتمر الدولي من أجل السودان” في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي صارت أشبه بـ”أزمة منسية” ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة. ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصاً في رئاسته، شقّاً سياسياً في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقّاً إنسانياً هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الأفريقي. كما يضم اجتماعاً لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني. وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان “الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية”. وشددت الخارجية الفرنسية على أن “الاهتمام الدولي ينصبّ على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان”، مشيرة إلى أن الأزمة السودانية “إنسانية ولكن جيوسياسية أيضاً”، وقالت إن “خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الأفريقي بكامله كبير جداً”. ونستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام تماماً على بدء الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع. وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة. كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وشرَّدت أكثر من 8,5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة. وشددت منظمة “العمل لمكافحة الجوع” (أكسيون كونتر لا فان) غير الحكومية، على الحاجة إلى تحرك “عاجل” في تشاد لتوفير المساعدات إلى اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود من السودان المجاور. بدوره، أكد مدير السودان في المجلس النرويجي للاجئين وليام كارتر أن “المدنيين يعانون الجوع، والعنف الجنسي الهائل، والمجازر العرقية على نطاق واسع، والإعدامات (…) ورغم ذلك، يواصل العالم الإشاحة بنظره”.وشدد في بيان على أن “اليوم (الذكرى السنوية) يمثّل محطة مخزية للطرفين المتحاربين في السودان، بالإضافة الى المجتمع الدولي الذي ترك هذه الكارثة تزداد سوءاً”. وفي حين يحتاج نحو 25 مليون شخص في السودان، أي نحو نصف عدد السكان، إلى المساعدة، حذّر رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود جان ستويل في بيان من “فراغ إنساني يثير القلق للغاية”. وتابع “إضافة إلى الوفيات المرتبطة بأعمال العنف، نرى الأطفال يتوفون جراء سوء التغذية ونقص اللقاحات، ونساء يعانين مضاعفات بعد ولادات خطرة”. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن “تمويل النداء الإنساني للأمم المتحدة في العام الماضي لم يبلغ سوى النصف. هذا العام، لم تتخطّ نسبة التمويل الخمسة في المئة”، مؤكدة أنها لا تتوقع سدّ هذا العجز خلال مؤتمر باريس “لكن نأمل في أن يستيقظ المجتمع الدولي”. وسيسعى مؤتمر “المانحين” في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2,5 مليار دولار.ستحضر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”، إضافة الى وكالات للأمم المتحدة. ويأمل المجتمعون في “الاتفاق على إعلان مبادئ وإجراء تقييم لمختلف مبادرات إحلال السلام” في السودان، وفق الخارجية الفرنسية. وتزامناً، يجتمع نحو 40 شخصاً يمثلون المجتمع المدني السوداني في معهد العالم العربي في باريس. وأكدت الخارجية الفرنسية أنه ستتوافر لهؤلاء، وبينهم ناشطون ونقابيون وباحثون وصحافيون ورجال أعمال وغيرهم، “مساحة للتحدث عن مسار السلام ومرحلة ما بعد الحرب”.