عبد الماجد يكتب اسرار ومفاوضات جدة
من أسرار وكواليس مفاوضات جدة في أيامها الأولي أنّ عدداً من ضباط الاستخبارات في المملكة العربية السعودية طلبوا من الوفد السوداني المفاوض سرعة التوقيع علي ماتقترحه الوساطة الأمريكية السعودية ومنطقهم في ذلك أن المخابرات الأمريكية أخطرت نظيرتها السعودية أن قوات الدعم السريع ستبسط كامل سيطرتها علي السودان خلال 3 أيام أو8أيام كحدٍ أقصي وهو مايفرض علي الوفد المفاوض باسم الجيش التوقيع علي اتفاق يحفظ ماء وجه القوات المسلحة السودانية ..
فوجئ ضباط المخابرات السعودية برفض الوفد العسكري السوداني استعجال السعوديين التوقيع .. وزاد الوفد السوداني نظيرَه السعودي كيل بعير من حقيقة الوضع الميداني في الخرطوم وزوّده بحقائق دامغة نسفت معلومات ومخاوف المخابرات الأمريكية التي وقعت هي الأخري ضحية لتضخيم مليشي أوقعها في أخطاء كارثية اتضحت في الطريقة المستعجلة لاخلاء طاقمها الأمني والفني من الخرطوم وهو ماحاولت واشنطن ترميمه بعد 10أيام فقط علي عملية الاخلاء !!
قريباً من هذا ظلّت الرياض تتلكأ في استقبال الفريق البرهان .. ولم تكن حجج الديوان الملكي السعودي مقنعة للجانب السوداني بتأجيل زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني بسبب مشاغل ولي العهد السعودي !! علماً بأن محمد بن سلمان ظلّ يستقبل عدداً من نجوم الفن والرياضة العالميين ويتحدث لأكثر من ثلاث ساعات لصحفي من فوكس نيوز !!
بالجملة .. الموقف السعودي تجاه حرب الجيش السوداني ضد مليشيا التمرد متأرجح .. الرياض لاتريد للجيش السوداني أن ينتصر .. ولاتريد للمليشيا أن تخسر .. ولهذا سيظل منبر جدة مفتوحاً ومُتاحاً للرباعية وبلجيكا وبريطانيا لإجراء عمليات شد وتجميل لوجه شمطاء الحرية والتغيير ..السعودية تعلم أولاتعلم أن مليشيا التمرد إنتهت عملياً كقوة صلبة لكنها أفضل واجهة ترفع عليها القوي العلمانية والنيولبرالية لافتة العودة مجدداً إلي المشهد السياسي السوداني .. وهذه هي الخطة التي ترعاها الأمارات بالمال .. والتنظيم .. والسلاح !!