سد النهضة وتأثيره على السودان ومصر
النيل الإلكترونية:متابعات
بعد جهود كبيرة استطاعت قوة من وحدة سلاح المدفعية عطبرة حفر قناة جديدة لمحطة مياه المدينة بعد انقطاعها نتيجة انحسار مياه النيل قُبالة المحطة.والانقطاع الذي استمر أيامًا هو الأول من نوعه نتيجة بداية إثيوبيا في خطتها للملء الرابع لسد النهضة.وفتح الانقطاع الذي عولج سريعًا الباب أمام خيارات السودانيين بعد أن أصبحت تأثيرات سد النهضة واقعًا.الجانب الإثيوبي، وبحسب تصريحات صحفية الخميس الماضي، أوضح عدم وجود أي تغيير على ما أعلنته من مواقيت سابقة للملء الرابع لسد النهضة، وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية ملس آلم، بأن جولة المفاوضات الثلاثية التي استضافتها القاهرة يومي 27 و28 آب/أغسطس الماضي بشأن سد النهضة، “بينت عدم وجود تغير في المواقف الإثيوبية، وعدم وجود توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة التي تلبي مصالح الدول الثلاث”.وأردف المسؤول الإثيوبي: “لم نلحظ أي تقدم من الجانب المصري بشأن حل أزمة سد النهضة”، مؤكدًا أن “الملء الرابع لسد النهضة سيتم وفقًا للخطط الموضوعة له”، لكنه شدّد على أن إثيوبيا تسعى للوصول إلى “تفاهم مشترك يرضي كل الأطراف”، إلا أن “نقل المفاوضات إلى الإعلام غير مفيد”.وقال خبير المياه ووزير الري الأسبق د. عثمان التوم الذي استرسل في شرح الموقف بقوله: “ما يجب توضيحه أن كمية التخزين في الملء الرابع لسد النهضة عالية جدًا عند مقارنتها بالملأين الأول والثاني”، مبينًا أن الإثيوبيين بنوا الحاجز الأوسط الذي يجب أن تعتليه المياه لتمر إلى دول المصب أو تمر عبر الفتحات أدنى جسم السد، وتمرر هذه الفتحات ما مقداره (100) مليون متر مكعب فقط، مع العلم أن ما يستقبله السد في الفيضانات يصل إلى (600) مليون متر مكعب، ما يعني مرور (100) مليون متر مكعب فقط والباقي يُخزن في بحيرة السد، وهو ما أدى إلى تأثرنا بنقص المياه – بحسب خبير المياه. ويضيف عثمان: “لكن بالأمس ارتفعت بحيرة سد النهضة، واجتازت الحاجز الأوسط، ومرت المياه نحو السودان ومصر، لكن كميتها بسيطة مقارنة بالسابق في هذا التوقيت، إذ وصلت إلى (30) مليون متر مكعب فقط”.ارتفعت بحيرة سد النهضة، واجتازت الحاجز الأوسط، ومرت المياه نحو السودان ومصر، لكن كميتها بسيطة مقارنة بالسابق في هذا التوقيت، إذ وصلت إلى (30) مليون متر مكعب فقط”.
عدم شفافية
الوزير الأسبق بدأ حديثه بقوله: “السلطات الإثيوبية لا تشاركنا المعلومات بشأن سد النهضة، لكن وزارة الري السودانية كانت قد تحوطت للأمر بتخزين ما يصل إلى مليار ونصف متر مكعب للطوارئ أو في حالة الحاجة، وهو المخزون الذي كان يستخدم في توليد الكهرباء”، لافتًا إلى تأثر مناطق في شمالي عطبرة في ولاية نهر النيل كانت تستخدم الري الفيضي، على الرغم أن السبب الرئيس هو نهر عطبرة وليس النيل الأزرق – وفقًا لعثمان. وعطفًا على كل ذلك، يقول عثمان إن سدود تكسي الإثيوبي وأعالي عطبرة وخشم القربة استمرت في تخزين المياه طوال تلك الفترة.
آفاق الحل
خبير المياه د. عثمان التوم بدا متفائلًا بحديثه عن انفراج الأزمة. وأردف: “خلال أسبوع ستكون المياه التي عبرت من سد النهضة قد وصلت إلى السودان، ومن ثم البداية في الازدياد تدريجيًا، وبوصولها من النيل الأزرق إلى نهر عطبرة تكون قد حلت الإشكال”، لكنه أضاف قائلًا: “ستظل الحقيقة الأمثل أنه لا وجود لفيضانات ولا انحسار للنيل بعد اليوم، وهو ما يمكّن مزارعي “الجروف” من زراعة الأراضي الزراعية التي يغمرها الفيضان طوال الموسم ومن التنويع في المحاصيل وإدخال أصناف جديدة مثل البرسيم والموز من دون أن تغمرها مياه الفيضانات كالسابق.
مسؤول وزارة الري الاتحادية بولاية نهر النيل المهندس عمر العجوب قال إن تأثير الملء الرابع لسد النهضة على ولاية نهر النيل كبير، لافتًا إلى تسجيل مناسب النيل انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بالعام الماضي، إذ سجل منسوب النيل في مثل هذا اليوم من العام الماضي (550) مليون متر مكعب، فيما يسجل اليوم منسوب النيل (32) مليون متر مكعب، بانخفاض (418) مليون متر مكعب عن العام الماضي. “هذا مؤشر خطير جدًا ينعكس على زراعة الموسم الشتوي في ظل ضعف الأمطار هذا العام” – أردف هذا المسؤول.