ما وراء الخبر محمد وداعة..الطريق الثالث ..لاعادة التأسيس و عقد المؤتمر الدستورى
الطريق الثالث يهدف الى تأسيس مشروع وطنى لاعادة بناء و هيكلة الدولة السودانية عبر مؤتمردستورى
*خيارات الطريق الثالث اما ان يكون مركزآ للعملية السياسية او احد مراكزها او موجهآ لها*
*مجموعة المركزى تراجعت فى اديس عن مخرجات القاهرة و عادت للاتفاق الاطارى*
*الكتلة الديمقراطية ليست بعافية و فشلت بعد الحرب فى الاتفاق على الحد الادنى بين مكوناتها*
مناقشات و حوارات ، ثنائية و ثلاثية و جماعية انتظمت بين قوى سياسية و مدنية مؤسسة للحرية و التغيير ، و قوى سياسية اخرى وشخصيات وطنية ، اعلاميين و مثقفين ، فى داخل البلاد و خارجها ، تطورت الى مشاورات انبثقت عنها فكرة تكوين طريق ثالث ليكون مركزآ للعملية السياسية ، او احد مراكزها ، او موجهآ لها و التشاور مع مجموعات اخرى لديها مبادرات مشابهة ، و هى مقترحات لم يبت فيها بعد ،حصيلة هذه المناقشات ركزت على استيعاب ما افرزته الحرب من تحديات جديدة و مهام تتطلب طريقة تفكير مختلفة ، انطلاقآ من مبادئ وطنية لا يختلف عليها اثنان ، فى مقدمتها انهاء الحرب و الحفاظ على وحدة البلاد و ضمان سيادتها ، بوجود جيش وطنى واحد ، و انهاء تعدد الجيوش و المليشات ، واطلاق عملية سياسية تأسيسة عبر حوار سودانى – سودانى يفضى الى المؤتمر الدستورى
حتى 15 ابريل كانت طبيعة الصراع ثنائية ، فقد اختارت مجموعة الاطارى ما سمته الحياد فى بداية الحرب، مدعية ان هذا خيار اخلاقى و سرعان ما كشفت عن رؤية غريبة تتمثل فى ( ان انتصار اى طرف على الآخر) يضعف دور القوى المدنية مستقبلآ ، واكدت قيادات فى مجموعة المركزى موقفها الداعم لقوات الدعم السريع بتبريرات واهية ( ان هذه القوات بنيت بمال الشعب السودانى ) ، و بعد اجتماع القاهرة و اعلان مجموعة المركزى عن رؤية جديدة تستهدف عملية سياسية موسعة ، تراجعت هذه المجموعة فى اجتماع اديس للتمسك بالاتفاق الاطارى بمشاركة ممثلين للدعم السريع ، و فى غياب القوات المسلحة وهى احد الاطراف الموقعة على الاتفاق الاطارى ، و هذا يعكس اختلافات و ارتباك داخل المجموعة ستؤدى حتمآ الى تشظى مجموعة المركزى و الاطارى ، كل التوقعات تشير الى انفراط عقدها ووصولها الى العجز التام ، برغم وجود مقاومة من بعض مكوناتها ضد التورط فى الحرب ، هذه المجموعة عمليآ تجاوزت شعار ( لا للحرب ) ،و تورطت فى الوقوف الى جانب قوات الدعم السريع بمحاولة احياء الاتفاق الاطارى ، و بوقوف مكونات منها علنآ الى جانب قوات الدعم السريع على الاقل الهادى ادريس و الطاهر حجر .
الكتلة الديمقراطية ليست بعافية خاصة بعد ان تباينت رؤيتها وتعددت اوجه اصطفافها ، بعض مكوناتها شهدت انقسامات ما بين مؤيد للدعم السريع و معارض له ، مجموعة وقفت صراحة الى جانب القوات المسلحة ، و اختار البعض من عضويتها الالتحاق بقوات الدعم السريع ، و البعض الآخر فى منطقة الحياد لاسباب تتعلق ربما بطبيعة الصراع فى دارفور ، و العمل على حماية المواطنين و ممتلكاتهم من خلال القوات المشتركة ، كان المتوقع ان تحفز الحرب و افرازاتها القوى المنضوية فى الكتلة الديمقراطية للتوافق على الحد الادنى من التماسك بالاستجابة الى متطلبات كل مكوناتها وفقآ لما تراه تلك المكونات عبر صيغة تنسيق للمواقف المشتركة ، و ارجاء المختلف عليه الى وقت لاحق، و ربما هذا يفسر جمودها و عدم قدرتها على التفاعل مع ايقاع الحرب و نتائجها و افرازاتها ، من الواضح ايضآ ان العمل من خلال تنسيقية ورشة القاهرة يواجه صعوبات عديدة ،
امتدت هذه الثنائية التى شكلت المشهد السياسيى قبل 15 ابريل الى ما بعد الحرب ، ليأخذ الصراع السياسى شكل جديدآ خاصة بعد اجتماع اديس ، و بدا واضحآ ان مخرجات اديس فى البيان الختامى و المؤتمر الصحفى كرست انحيازآ واضحآ لقوات الدعم السريع ، و بهذا اجهضت مجموعة الاطارى فى اديس مخرجات القاهرة ، و اطاحت بفرص ضئيلة لاصطفاف وطنى لانهاء الحرب و ابتدار عملية سياسية جديدة شاملة ،
الطريق الثالث محاولة لفتح الانسداد السياسى ، و هو قطعآ ليس محاولة للتوفيق بين ثنائية الصراع ، و لا الى خلق شراكة و اقتسام السلطة مع اى جهة ، المناقشات تهدف الى تفكيك هذه القطبية الثنائية و منعها من الالتفاف مجددآ على المطلوبات الوطنية ، و اضعاف فرصتها فى تكرارتجربة ما قبل 15 ابريل 2023م و الوصول بالبلاد الى سلطة ضعيفة مرتهنة للخارج ، و يهدف الى عملية سياسية شاملة قادرة على الاستجابة لضرورات المرحلة واهمها استعادة الامن و السلام و اعادة البناء ، الطريق الثالث محاولة جادة لتبنى مشروع وطنى لاعادة بناء و هيكلة الدولة السودانية و مؤسساتها من خلال مؤتمر قومى دستورى لا يستثنى احدآ ،