صاحب اللحن المفقود الروائي السوداني أسامة رقيعة يحكي عن خصوصية رمضان بالامارات
رمضان شهر المحبة والأحاسيس الشفيفة والقلوب العامرة بالانسانية ، له مذاق خاص في الامارات حيث تفيض فيه قلوب الناس بالمشاعر الدافئة وتقل فيه ضغوطات العمل فأستغل مساحة الزمن للتواصل مع الاصدقاء ، وزيارة الاقارب والاقتراب من أصحاب السير الناجحة في مجالسهم ومنازلهم ، كما ولو أنني بزيارتهم ومجالستهم أبحث فيهم ولديهم عن الالهام وعن الحياة ، وفي رمضان أعشق أن أجوب الاماكن والطرقات خاصة عند وقت الاصيل وقبيل الغروب حيث استطعم ذاك الملمح الجميل لأشعة الشمس الذهبية وهي تنعكس على الطرقات و الملامح المعمارية لمدينة دبي فتندلق على وجداني الكثير من المشاعر فتشتعل عندي افكارا عادة ما أحولها لاحقا الى مقالات أو كتب جديدة..
بماذا تحتفظ من ذكريات حول هذا الشهر المعظم؟
ولي في رمضان ذكريات كثيره لا انساها ابدا ، سواء كانت في أيام الصبا حين كنت في وطني أو بعد الشباب حين اقمت في وطني الثاني دولة الامارات الحبيبة ، فقديما كان ابي يأخذنا من مدينة بورتسودان حيث ولدت الى ريف السودان الشمالي بقرية ” طيبة الخواض” لكي نزور الاهل ونقضي بعض أيام رمضان معهم ، لقد كانت تلك الرحلة محفوفة بدفء العشيرة والاهل خاصة حين نجتمع حول “برش” الافطار الرمضاني ، ثم يتحلق كل الاهل والاقارب من حولي فأحس إنني ملك صغير أنتمى الى قلوب طيبة تحب الخير وتفعله وتقدس شهر رمضان ، وفيما بعد الصبا وحين أقمت في دولة الامارات العربية عبرت بي مواقف وذكريات رمضانية ظلت خالدة في وجداني يصعب على نسيانها ، بل هي ظلت ترسم نقوشا خالدة في نفسي لتزدهر عبر السنوات ولا تخبو أبدا ، فمثل ما أن الاماكن والعمائر وجماليات المكان في الامارات تمنحني الافكار والالهام ، كانت نفوس العظماء من أهل الامارات تفعل معي ذلك واكثر ، لقد كنت محظوظا ، لقد رأيت وشاهدت وأحسست معنى التواضع ، والوفاء ، والطموح ، كنت أجد الكثير من رجال الاعمال وهم يفترشون الارض لحظة الافطار مع العمال البسطاء والموظفين الكادحين ، أنهم قوم يحبون الوفاء ، فاذا التمسوا منك وفاءا كالوا لك منه حتى تحس بمعنى الحياة ، واذ وجدوا منك صدقا اعادوا اليك كيل الصدق اضعاف مضاعفة ، أنا بطبعي قلق وكثير الحركة و تأسرني النفوس الطموحة التواقة نحو العمل والتعمير والاجتهاد فكل تلك المواقف تلهمني وحين تمضي تظل ذكرياتها الجميلة باقية ولا تغادرني أبدا ..
ماهي خصوصية هذا الشهر بالنسبة لكم وكيف تقضونه؟
فعلا رمضان شهر خاص وله خصوصية ، صحيح ان ساعات العمل فيه قليلة ولكنه ملئ بالحياة والعمل ايضا ، أحيانا أحس بأن اليوم الواحد لا يكفي لشئ وانه يمضي سريعا ، وأحيانا افكر في قضاء اجازتي السنوية فيه حتى اتفرغ لزيارات الاصدقاء وتفقد الاماكن على نحو ما أفعل ومن ثم الكتابة ، ولكني اجد نفسي راغبا في العمل لانه يساعدني على تنظيم اليوم فبعد الفراغ من الاعمال الرسمية انطلق الى العائلة اقضي معها القليل من الوقت ثم اشارك بعض الاشياء مع الاصدقاء ، وقد استجب لدعوة افطار فتحقق لى فرصة اللقاء معهم وكذلك تأمل الطرقات في لحظاتها الذهبية تلك ، وفي المساءات اتفقد المجالس ، وفي الحقيقة قديما كنت احضرها كثيرا ولكن الحياة تتغير خاصة بعض دخول الوسائطالالكترونية فقد تكون هناك محاضرات او مداولات عائلية او مهنية على الاونلاين فأقضي فيها بعض الوقت وقد أشاهد بعض البرامج على التلفاز وحين تبدو الفرصة مؤاتية اكتب القليل أو أدون الافكار