بصراحة_أكتر.. جدو أحمد طلب يكتب : دقلو ماسح دموع البسطاء
كلما قرأنا التاريخ و عرفنا مواقف ابن الخطاب في العديد من الأمور؛ اتضح لنا دور النائب (دقلو) الإنسان في نشر السعادة و المحبة بين الناس جميعاً، و من هنا نقول: لله درك يا “دقلو” دائمًا يقودك قلبك النقي لتكون في حجم الموقف الذي يعيشه الحاكم الفعلي ،الجميع يشهد إنك قائد شجاع و رجل دولة مبادر دون تردد، كلما حل بالوطن بلاء و زاد أنين مواطنيه كنت أنت الغيث، و لعلنا قرأنا في كتب التاريخ ، في إحدى الليالي كان سيدنا عمر بن الخطاب يدور حول المدينة ليتفقد أحوال الرعية، فرأى خيمة لم يراها من قبل، فأقبل نحوها متسائلًا ما خبرها . فسمع أنينًا يصدر من الخيمة فازداد همه ، ثم نادى فخرج منها رجل، فسأله عمر ” من أنت ؟” فقال: أنا رجل من إحدى القرى من البادية وقد أصابتنا الحاجة فجئت أنا و أهلي نطلب رفد عمر.. فقد علمنا أن عمر يرفد و يراعي الرعية” فقال عمر : وهل عندك نفقة لإطعامها ؟ قال “لا” قال عمر : انتظر أنا سآتي لك بالنفقة و من يولدها.
فذهب سيدنا عمر إلى بيته و فيه زوجته سيدتنا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، فنادى: يا ابنة الأكرمين .. هل لك في خير ساقه الله لك؟.
فقالت: وما ذاك؟ قال: هناك مسكينة فقيرة تتألم من الولادة في طرف المدينة، فقالت: هل تريد أن أتولى ذلك بنفسي؟.
فقال: قومي يا ابنة الأكرمين و أعدي ما تحتاجه المرأة للولادة.. و قام هو بأخذ طعام و لوازم الطبخ و حمله على رأسه وذهبا.
وصلا إلى الخيمة و دخلت أم كلثوم لتتولى عملية الولادة، و جلس سيدنا عمر مع الرجل خارج الخيمة ليعد لهم الطعام، ثم خرجت أم كلثوم من الخيمة تنادي: “يا أمير المؤمنين أخبر الرجل أن الله قد أكرمه بولد و أن زوجته بخير”. عندما سمع الرجل منها “يا أمير المؤمنين” تراجع إلى الخلف مندهشاً، فلم يكن يعلم أن هذا عمر بن الخطاب، فضحك سيدنا عمر و قال له: اقرب.. اقرب.. نعم أنا عمر بن الخطاب، و التي ولدت زوجتك هي أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب.
إن فعل الخير كما سمعنا عنه في المرويات التاريخية و الإسلامية هو ما جعل الخليفة الثاني واحداً من أهم الرجال الذين استفادت منهم البشرية، و في وطننا هذا رجلُ عظيمُ عادلُ ، صادقُ محسنُ يدعى “دقلو” الخير الذي دومًا ما نجده مبادرا لتقديم الخير و المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها من شعبه في وطننا الكبير السودان.. لو عددنا أدوار و مساهمات “دقلو” في إغاثة شعبه الذي عانى ثلاث سنين على امتداد ربوع بلادنا الحبيبة ، شرقًا و غربا و أينما دعا واجب الوطن تجد “حمدان” حاضرًا بنفسه، وكلنا شاهد على القوافل الإنسانية الضخمة التي تخرج من عاصمة البلاد الخرطوم متوجهة إلى ولايات البلاد برعاية كريمة منه و هو الذي ظل يشرف على قوافل الحب و السلام بين كل لحظة تلو الأخرى حتي تصل إلى وجهتها.
و في ” بليل ” السلام نصب “دقلو” خيامه و تفقد حال مواطنيه في قرى المحلية المتضررة و استمع لمواطنيها فردًا فردا ، بينما أشرف على القافلة الإنسانية و توزيع معينات الإيواء للقرى بنفسه و وجه أن تتواصل عمليات الإغاثة لتشمل بقية القرى التي لم تصلها المساعدات بعد . الأمر الذي جعل المواطنين يعربون عن شكرهم و تقديرهم ل”عمر” هذا الزمان حميدتي ولد (حمدان) الذي وصلهم في وقت الشدة و مكث معهم خمسة أيام متتالية تحت ظلال الأشجار ماسحًا دموع البسطاء.
المتتبع يجد أن الأيام الخمسة التي قضاها (دقلو) بين مواطني مناطق بليل، جسد فيها معاني الحاكم العادل الذي يقف جنبًا إلى جنب مع إنسان بلاده ، نساء “بليل” المحبة هن أيضا لم يبخلنَ بقدح الميارم الذي أكد عودة الحياة لطبيعتها ” لحظة مغادرة (حمدان) ل “بليل” الجميع سكب الدموع نفوسهم تحدثنا ألا ترحل يا رجل السلام .. كن معنا فأنت نعم الحاكم العادل و الرجل الصادق، غادر النائب “بليل” لكن محاسنه لم تغادر المحلية لحظة هتف عندها إنسان المحلية شكرًا دقلو رجل الحاضر والمستقبل.